هو أبو علي الحسين بن
عبدالله بن سينا ، ألف ما يقارب مائتين و خمسين مؤلفاً بين كتاب و رسالة و مقالة في
كل من الرياضيات و المنطق و الأخلاق و الطبيعيات و الطب و الفلسفة .
و أهم انجازات ابن سينا في
الطبيعيات هو في مجال الميكانيكا حيث بين ابن سينا أنواع القوى ، و عناصر الحركة و
مقاومة الوسط المنفوذ فيه ، تلك المقاومة التي تعمل في افناء الحركة .
أنواع القوى المؤثرة على
الجسم :
كما يقسم ابن سينا القوى إلى
ثلاثة أنواع فبين ان هناك قوى طبيعية تعيد الأجسام إلى حالتها الطبيعية إن هي أبعدت
عنها سماها بالقوى الطبيعية و هي التي نعرفها اليوم بقوة التثاقل أو الجاذبية
الأرضية و القوة الثانية و هي القوة القسرية التي تجبر الجسم على التحرك أو السكون
و القوة الثالثة هي القوة
الكامنة في الفلك العلوي و هي تحرك الجسم بإرادة متجهة حسب قوله .
عناصر الحركة :
كما يعرض ابن سينا في كتابه
(الشفاء) إلى أمور ستة تتعلق بالحركة هي المتحرك و المحرك و ما فيه و ما منه و ما
إليه و الزمان .
القانون الأول للحركة :
ذكر ابن سينا في كتابه
الإشارات و التنبيهات بلفظه ( انك تعلم أن الجسم إذا خلى و طباعه ، و لم يتعرض له
من خارج تأثير غريب ، لم يكن له بد من موضع معين و شكل معين ، اذن في طباعة مبدأ
استيجاب ذلك )
كما يقول في حركة الجسم
المقذوف ( إذا حققنا القول ، وجدنا أصح المذاهب مذهب من يرى أن المتحرك يستفيد
ميلاً من المحرك ، و الميل هو ما يحس بالحس إذا ما حوول أن يسكن الطبيعي بالقسر ،
أو القسري بالقسر )
أي أن الجسم في حالة تحركه
يكون له ميل للاستمرار في حركته بحيث إذا حاولنا ايقافه أحسسنا بمدافعة يبديها
الجسم للبقاء على حاله من الحركة سواء كانت هذه الحركة طبيعية أو قسرية .
توكد هذه النصوص سبق ابن
سينا الىالقانون الأول للحركة قبل ليوناردو دافينشي بأكثر من أربعة قرون و قبل
جاليليو جاليلي بأكثر من خمسة قرون و قبل اسحق نيوتن بأكثر من ستة قرون
فهو بحق قانون ابن سينا
الأول للحركة .
استحالة الحركة الدائمة : (
الاحتكاك)
فطن الشيخ الرئيس إلى أن
معاوقة الوسط الذي الذي يتحرك خلاله الجسم يؤدي إلى إبطال الحركة فيه ثم ذهب إلى
القول باستحالة الحركة الدائمة فقال في كتابه الاشارات و التنبيهات ما نصه
( لا يجوز أن يكون في جسم من
الجسام قوة طبيعية تحرك ذلك الجسم إلى بلا نهاية ) و هو يسبق بذلك ليوناردو دافينشي
الذي ذهب إلى هذا المذهب في عصر النهضة الأوروبية .