بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن
أعلم أهل الأرض فدُلَّ على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة
فقال : لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدُلَّ على رجل عالم فقال :
إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال : نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا
وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق
حتى إذا نصَفَ الطريق أتاه الموت فاختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت
ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب انه لم يعمل خيرا قط فأتاهم
ملَكٌ في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فالى أيتهما كان أدنى فهو له
فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة قال قتادة فقال الحسن
ذكر لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره سبحان الله وبحمده لن تجد هذه الرحمة وهذه المغفرة
وهذا التيسير الا في دين اسمه الاسلام هذه تعتبر قصة لا بد أن نعتبر منها كيف لا ؟
كيف لا وقد ارتكب هذا الرجل العديد من المعاصي والجنايات فذكر المولى تعالى
فأراد الرجوع اليه هذا الرجل أراد العودة والتوبة الى ربه فبحث عن سبيل ينجيه فسأل
عن أعلم أهل الأرض فدلوه على راهب لان الراهب مظهره مظهر تعبد و يكون الراهب
متفرغ دوما للعبادة لكن هذا الرجل لم يجد مخرجا عند هذا الراهب فأتبعه الى ال 99 نفس
السابقة وختم بذلك 100 نفس لو كنا مكانه نحن خلاص نعم خلاص لن نقدم على
أي خطوة بعد كل محاولاته وبعد كل ما فعله لكن هذا الرجل رغم جراءته
واستهانته بقتل النفس الا أنه لم ييأس وبحث عن سبيل آخر فدلوه على عالم فأفتاه بامكان
التوبة و أشار عليه بمفارقة أرضه التي طغى فيها وارتكب فيها الجنايات فانها أرض سوء عليه
و أمره بالتوجه الى ارض طاهرة بها عباد صالحون مسلمون فأخذ بنهي ونصيحة هذا
العالم وفي طريقه أدركه الموت فاختصمت في قضيته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب
فأما ملائكة الرحمة فاحتجت بأن هذا الرجل يؤخذ على نيته الصالحة حتى أنه
مباشرة بعد سماعه النصيحة أسرع مباشرة ولم يتقاعس و كان يسير في الارض بجد
أما ملائكة العذاب فكانت حجتهم أنه لم يعمل شيئا وارتكب العديد من الجنيات فكان
القضاء لملائكة الرحمة تغليبا لجانب النية التي سار عليها هذا الرجل .
سبحان الله 100 نفس كاملة قتلها رغم ذلك غفر له برحمة من الله عز وجل آخر عمل
خير قام به هو النية للتوبة فقط لم يشرع اصلا في توبته وانما نيته كانت مفتاح خلاصه
من نار جهنم صح يلام هذا الرجل على ما فعله من جنيات لكنه لم ييأس ابدا قال تعالى
" ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون "
يجب أن لا نقطع اليأس ابدا مهما آلت اليه الامور لكن للاسف في وقتنا الحالي لا أحد
يمتثل لاوامر المولى عز وجل المولى قال لا تيأسوا الان تجد شباب لا يجد عمل ييأس من حياته
وينتحر الان تج د الازواج لا ينجبون أولادا فيتملكهم اليأس و يبدأ الطلاق ويبدأ الشيطان
في عمله ان رحمة الله واسعة ايها الاخوة والاخوات والله لا تدري من أين يأتيك الخير قال تعالى
" ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب "
كما أن كل شيئ بقضاء وقدر الله يجب أن نتسبب نحن في عمل الصالحات والباقي على
المولى عز وجل كما انه يلاحظ في امتنا هذه التطير والتشاؤم دوما فهذا الراهب
افتى من غير علم و جزم لهذا الرجل أن توبته لن تقبل واغلق الابواب في وجهه و سد
كل سبل الرحمة قال تعالى
" ورحمتي وسعت كل شيئ "
فهذا الراهب قد خطأ وهذا خطأ كبير وعادت مصيبة هذا الخطأ عليه فقد قتله هو الآخر في حديث
لرسول الله قال " والله ما أدري و انا رسول الله ما يفعل بي " يجب لا نقطع ونجزم بدخول
هذا الجنة وذاك النار ويجب أن نسأل اهل العلم
فليس كل ما يلمع ذهبا
يجب أن لا تخدعنا المظاهر فمثلا هذا الراهب معروف بعزلته من الناس والتفرغ للعبادة فقط
نفس الشيئ في وقتنا الحالي والله تجد شباب ملتحيين أمام المساجد و يتجادلون هذا حلال
وهذا حرام لا اخي المسلم توقف هنا أرجوك ما نص الاسلام هكذا هنا صارت لحيتك هذه
فخ لتسقط فيها الشباب يجب أن لا ننساق وراء المظاهر أبدا فارتداءك لقميص ابيض
و مظهر لحيتك السوداء و رائحة المسك فيك لن تؤثر في ابدا اخي لا تدري لربما تتعامل
مع رجل قتلل 99 نفس يكمل بك 100
ههههههههههههههههههههههه هذا من أجل المزاح فقط لا أكثر ولا أقل وان كان فيه نوع من
آخر ما أختتم به موضوعي هذا هو قال تعالى
" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا
انه هو الغفور الرحيم "
في البداية قلت انها قصة وعبرة اذا يجب ان نعتبر منها ففي هذا الحديث العديد من التوجيهات
والارشادات فمن لم يعتبر فاقول له ربي يساهل فيك ومن اعتبر فلنفسه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته