مند أول الخلق، و الإنسان يكتب ويدون...
ترك معالما على جدران الكهوف. نقش صخرا ليضع رمزا معينا...
ترى ؟ ماذا كان يحس فؤاده ليجعله ينقش الصخر الأصم ليتكلم عنه على مر العصور والأزمان ليظل صداه يتأرجح بين الأذان.
هنا أدركني وازعي النفسي للكتابة وقال تكلم ولا تسأل لما تتكلم انطق بلسان حالك ولا يهم أن تضع الكلمات في مواضعها فمن سبقك كان يرسم رموزا دلتنا عليه..
أجدني أطيع وازعي وأقول هي ليست أقصوصة تقص وتحكى..هي همسات نفسي هي حب المحتل لمستعمره...هي عشق الأذل للأعز..أو هي لحظات الغروب التي تعبرعن أمل يوم جديد..هي الشمس حين تلامس الأفق ليرتسم قرصها على سطح البحيرة..
اعلم اعلم انك لست تفهم شيءا ولكن قل لي هل يعيب المجنون إن كلم عاقلا..
إذا اسمع مني همسات جنوني ولا تنكر علي
أنا الذي جاءه النداء الأول ليقول هاااي أنت ستحبها أو أنت أصلا أحببتها...احذر يا غبي احذر ها قد حذرتك
- قلت شكرا الآن أنظف قلبي من الشوائب ليليق بابتسامتها
- عجبا أهكذا تستعد للموت
- بل هو الخلود يا أحمق ألا تعلم أني امتلك جناحين لأحلق فوق الأكوان وعقلا يخترق الحواجز والجدران ونفس لا يمنعها حائل الزمان والمكان...
- أرى انك لم تعتبر مازلت ترسم وتحلم
هنا التفت لأنقاضي وركامي، لبيتي الذي تحطم تحت وطأة الظروف وجبروت الأقدار
رأيت بيتنا وهي فيه
رأيت براءتها وهي نائمة
رأيت شقاوة ضحكتها وهي تعد مقلبا
رأيتني تعبا من عملي لأعود إلى دفقات حنانها وابتسامتها وهي تحضر الغداء
رأيتني مجتمعين وعائلتي وهي بينهم ونحن نسترق الهمسات...
كنا معهم، كان حديث نظراتنا شغلنا عنهم..
رأيت خوفي عليها
رأيت غيرتي عليها حتى من بنات جنسها
ورايتها وهي تسقي الزهرة وهي تبتسم فقلت كفاها من الماء ألا ترين أنها تفتحت من لمست يدك...اتركيها فانا أغار وابقي معي...ابتسمت فما استطعت أن انطق.
- رأيت ورأيت ورأيت ومازلت في حلمك ألا ترين ما رسمته قديما، قد تحكم ألا ترى انك مازلت في نفس نقطتك الأزلية..
ألا ترى بيتك وقد اقتلعت أركانه الظروف
ألا ترى الزهرة قد ذبلت لأن ساقيتها لن تكون يوما هنا
- كفاك أنت ألا ترحمني...
دعني فانا مجنون احلم وهي في منامي فلا توقظني أبدا.